لحظات فارقة

هيَ لَحظةٌ تَسبقُ موجَ الطُّوفان، لَحظَةٌ فاصِلةٌ قبل إقامة جُدران النسيانِ، هيَ آخرُ كلمةٍ بآخر لقاء، كلمةٌ خرجت فأصابت، وهدمت، فلا يَشفعُ لها اعتذار الندمان رَافَقَتْهَا دمعةٌ سقطت سَهوًا لا تَستطيعُ إعادتَها أو منعَها من الجريان.

هيَ ليست لَحظَةٌ بَلْ لَحَظَاتٌ باقِيَةٌ لا تُفارقكَ مادمتَ حيًّا، وكأنَّها أُحِيطت بإِطار وعُلِّقَت على جُدران قَلبِكَ يأخذكَ الحنينُ إِلى مشاهدتِها بين الحين والحين، وإن لم تَفعلْ أَتَتْ إليك مسرعةً؛ لتعانقكَ وتتَّخِذَ مِن قلبِكَ خَصمًا لكَ؛ يُؤلِـمُكَ ويُشعِرُكَ بالحنينِ.