ريتالين

بين ترهات الظلام، بدت أمامي كل الشخوص شبحية، تحتويها هالة نورانية. توحدت مع بطلي، حتى بات الفعل دائريا وقابلا للتكرار، ظننت أنني أحكمت الحبكة، ولكنهم نجحوا في اختراقها. أخطئت عندما جعلت النهاية مفتوحة، فتملصت الشخوص ومرت بين الأنفاق. لا استطيع الفصل بين خروجهم لعالمي، أو سجني معهم بالخيال. كيف أعيدهم؟ أو كيف أخرج؟ اصراري المتواصل على البقاء في الظلام، جعلني أميز فوهة حلزونية عميقة الضياء، تتراقص مبتعدة ومقتربة. بلا شك هي سبيلي للخروج، حاولت مطاردتها، ولكن الشخوص الشبحية كانت تلهيني عنها. رفات عنيفة تجول بجفنيّ، أخضعت كل وصلاتي العصبية لإحكام الغلق. اقتربت من الفوهة وحاصرتها، ازداد توتر الشخوص وتسارعت حركتهم حولي، حتى أنني سمعت أصواتهم كصفير صارخ. اتضحت الفوهة أمامي، قفزت بداخلها، فاحتوتني دائريتها، حتى صرت أهوي وأهوي متقلبا بالفراغ. تحول الصفير إلى صراخ منتحب، ارتعدت من هول عويلهم الموجع، ولكن الصوت بدأ يختفي رويدا.