"القصة الأكثر واقعية؟
ماهو الواقع أيها السادة؟ إنه في اعتباركم المعقول والمنطقي.
لكن كم من الأحداث الواقعية بين معقول ومنطقي؟ ماهي العلاقة بين الواقع والمعقول؟ هل الحرب مثلا واقعية أم منطقية؟ أترون إننا نلعب على بعضنا، إننا نزور العالم لكي نفهمه. يا للتعاسة..."
يقال أن “رجال في الشمس”، و”عائد إلى حيفا” هما أفضل ما كتب غسان. لكن بعد قراءتي لرواية “الشيء الآخر - من قتل ليلى الحايك” تيقنت أن غسان كان موهبة مدهشة. لم يكن مبدعًا فقط لأنه يكتب عن القضية، فها هو عمل بوليسي فلسفي يأخذنا فيه غسان لرحلة مثيرة في نفس “صالح”، المحامي الذي قُتلت “ليلى” صديقة زوجته وتم اتهامه بقتلها. نرى دفاع صالح (الصامت) عن نفسه، حديثه الداخلي، ورفضه لمشاركة تفاصيل ما حدث إلا مع زوجته بعد أن تُنفذ المحكمة حكمها …
“من نحن أيها السادة؟ ماذا نفعل؟ ماذا نريد؟ لماذا نحن؟
أسئلة نطرحها دائماً ونحن علي قيد الحياة ووسط صخبها، ولكنها أسئلة تتراجع في غمار حركة اليوم والدوران اللانهائي لأيامنا جميعاً، وليس ثمة مناص من مواجهتها حتي الأعماق حين يكون الإنسان منفرداً معها تماماً”